موقع معروف

النشرة القانونية

للاشتراك مجانًا بخدمة الأخبار القانونية التي تقدمها شبكة المحامين العرب، ومتابعة أهم الأخبار القانونية اليومية ، ارسل كلمة " اشترك - الإمارات " أو "Subscribe - uae" على الرقم التالي ثم اضف رقم الخدمة بقائمة جهات الإتصال لديكم

 تصنيف الخبر    قضايا وآراء قانونية    7 تحديات تواجه التحقيق مع الأطفال في القضايا القانونية

جريدة البيان 19 جمادى الأولى 1444هـ - 13 ديسمبر 2022م

7 تحديات تواجه التحقيق مع الأطفال في القضايا القانونية

أكد مختصون، لـ«البيان»، أن نظرة الإمارات الإنسانية حاضرة دائماً في مجال رعاية الطفولة، واستباقية من خلال استحداث قانون وديمة، وحرصها على حماية الأطفال عبر مؤسسات ومراكز معنية بذلك، وشددوا على ضرورة رعاية نفسية الطفل، لا سيما خلال اتباع الإجراءات القضائية، نظراً لأهمية ذلك في شخصيته مستقبلاً.
وحدد المختصون 7 تحديات تواجه التحقيق مع الأطفال سواء كانوا أطرافاً في القضايا أو شهوداً، وهي: عدم تعاون الطفل نتيجة للرهبة من رجال القانون، عدم امتلاك بعض المختصين لمهارات التعامل مع الطفل، قلة الدورات المتخصصة في مجال التقنيات النفسية في تعامل القانونيين مع الأطفال، عدم تجاوب أولياء الأمور مع القانونيين، عدم توفر غرف مخصصة للتحقيق مع الأطفال في بعض الجهات، عدم قدرة الطفل على استدعاء القصص بشكل شمولي وسليم، بالإضافة إلى تلقين الطفل مما يجعله في حيرة.
وقدموا 5 حلول لهذه التحديات وهي: تنظيم رحلات مدرسية للأطفال لزيارة مراكز الشرطة ولتبديد وكسر حاجز الخوف والرهبة من التعامل مع أفراد الشرطة، وفتح قنوات للتواصل معهم بما يعزز المسؤولية المشتركة في تعزيز الأمن والالتزام بالقانون، وتعزيز هذا المفهوم ضمن المناهج الدراسية للصفوف الأولى، وتسليح المختصين بالفنيات النفسية للتعامل معهم، وتهيئة البيئة المناسبة.
خط ساخن
وأوضحت شما محمد البلوشي من مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية، أن الوزارة لديها قنوات عدة تعمل على مدار الساعة، لتلقي بلاغات الإساءة والعنف ضد الأطفال، حيث وضعت الخط الساخن المجاني 116111 لحماية الأطفال، وتسهيل عمليات الإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال عبر الهاتف، كما فعلت عملية الإبلاغ الإلكتروني عن طريق موقع مركز الوزارة لحماية الطفل، وعبر البريد الإلكتروني المخصص، وأطلقت أيضاً تطبيق حمايتي على الهواتف الذكية المتوفر على منصتي Android وiOS..
وقالت: إن البلاغات التي تتلقاها قنوات الوزارة تشمل 5 أنواع أساسية وهي الإساءة الجسدية، والجنسية، والإهمال، والإساءة العاطفية، ثم الإساءة عبر الشبكة العنكبوتية والتي تتضمن الابتزاز والاستغلال الجنسي وغيرها.
تقييم الخطورة
وأضافت إن القنوات تتلقى البلاغات من عدة أطراف منها المؤسسات التعليمية أو الوالدان أو أحد الأقارب أو حتى من الطفل نفسه أو أي شخص يتعامل معه، ثم يتم تقييم خطورة البلاغ وبناء عليه يتم تحويل جميع هذه البلاغات إلى مراكز الدعم الاجتماعي التابعة للإمارة التي يتواجد فيها الطفل، أما في دبي فيتم تحويلها إلى إدارة حماية الطفل بالقيادة العامة لشرطة دبي، وعليه يتم مقابلة الطفل لتقييم حالة الإساءة الواقعة عليه.
وبناء على دليل إجراءات التحقيق في قضايا الاعتداء على الأطفال المعتمد من قبل الوزارة يجري مقابلة الطفل من قبل اختصاصي حماية، لتقييم وضعه ومن ثم يتم توقيع المشتبه به في الإساءة للطفل على تعهد بعدم تكرار الإساءة وحسن الرعاية له، أما إذا كانت نسبة الإساءة مرتفعة ففي هذه الحالة يتم تحويله إلى بلاغ جنائي، ومن ثم إلى النيابة والمحكمة، وبناء على تقرير اختصاصي الحماية قد يتم تحويل الطفل إلى دار إيواء أثناء سير إجراءات التحقيق.
وذكرت أن هناك تنسيقاً بين مركز حماية الطفل التابع لوزارة الداخلية وبين الهيئات الصحية في كل إمارة من أجل تحويل الطفل سواء للدعم النفسي أو الطبي بناء على تقرير اختصاصي الحماية ودراسة الحالة.
وأكدت أن من ضمن الحالات المؤثرة التي تلقاها المركز كانت لأحد الأطفال اضطر المركز لتسليمه لأسرة بديلة بعد أن تبين أن كلا والديه غير مناسبين لرعايته بسبب تورطهم في قضايا جنائية.
عقد نفسية
وشدد الدكتور جاسم المرزوقي المستشار النفسي والأسري والتربوي على أن التحقيق بشكل خاطئ مع الأطفال قد يصيبهم بعقد نفسية وتترك بصمات واضحة على شخصيته المستقبلية، قد تحرمهم من العيش بسلام، مشدداً على ضرورة رفع كفاءة المختصين والعاملين في القطاع القانوني بالمهارات النفسية للتعامل مع الأطفال، لتجنب انعكاسات وأضرار التعامل الخطأ معهم لأنهم أمانة.
الفنيات النفسية
وفي إطار سلسلة الجهود التي تبذلها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال لنشر الوعي المتعلق بالأطفال وحقوقهم نظمت «المؤسسة» ورشة تدريبية تخصصية بعنوان «الفنيات النفسية للتحقيق مع الأطفال في المجال القانوني» مستهدفة محققي النيابة والشرطة والقضاة والمختصين والمهنيين العاملين في مجال حماية الطفل وهدفت الورشة التأسيسية التي شارك فيها نحو 80 متخصصاً وقدمها الدكتور جاسم المرزوقي المستشار النفسي والأسري والتربوي، إلى التعريف بكيفية التعامل مع الأطفال بطرق تربوية ونفسية صحية أثناء المقابلة والتحقيق معهم، فضلاً عن تحقيق حزمة من الأهداف المرجوة منها، وأبرزها معرفة الخصائص النفسية والسلوكية للأطفال في مختلف مراحلهم العمرية.
وعرفت الورشة كذلك بالقدرات الإدراكية لدى هذه الشريحة ومدى استيعابهم لمحيطهم والتعريف بآليات الدفاع النفسية التي يستخدمونها أثناء جلسات التحقيق والقضاء، كما ألقت الضوء على بعض الاضطرابات النفسية والسلوكية الشائعة لدى الأطفال وتأثيرها في الجانب القانوني والإلمام بأفضل الطرق للتواصل معهم في جلسات التحقيق والقضاء.
حرص
وأكدت شيخة سعيد المنصوري مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال أن أطفال اليوم هم رجال الغد، الذين سيسهمون في تعزيز مجتمعاتهم، مؤكدة حرص المؤسسة على مواكبة توجهات القيادة في توظيف الأحكام والتشريعات، وتطبيق كافة السبل والآليات لتعزيز قدراتنا في حماية الطفل والتعامل معه بأدوات عصرية ذات نتائج إيجابية، معربة عن أملها أن تقود الورشة التي نظمتها المؤسسة إلى تحقيق النتائج المرجوة منها نحو حماية شاملة ومتكاملة للطفل. وأفادت بأن المؤسسة تعتزم إطلاق سلسلة ندوات تفصيلية لتعزيز هذا الوعي وغرس ثقافة الفنيات النفسية في التعامل مع الأطفال وتفعيل التعلم المستمر للقضاة والقانونيين في هذا المجال.
مهارات وآليات
وأوضحت غنيمة البحيري مديرة إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بدبي، أن المؤسسة استنتجت من خلال خبرتها الممتدة إلى 15 عاماً في التعامل مع قضايا إهمال واستغلال الأطفال والعنف ضدهم، أنه يجب تزويد المعنيين بالتعامل مع الأطفال في المجال القانوني مثل المحاكم والشرطة والنيابات، بالمهارات والآليات النفسية ليكونوا مهيئين للتعامل مع هذه الشريحة. وأشارت إلى أن العاملين في هذه الجهات لديهم الجاهزية القانونية الكافية للتعامل مع الحالات القانونية التي قد يتعرض لها الطفل، إلا أن البعض قد يحتاج لتعزيز المهارات والتقنيات النفسية في التعامل معه.