موقع معروف

النشرة القانونية

للاشتراك مجانًا بخدمة الأخبار القانونية التي تقدمها شبكة المحامين العرب، ومتابعة أهم الأخبار القانونية اليومية ، ارسل كلمة " اشترك - الإمارات " أو "Subscribe - uae" على الرقم التالي ثم اضف رقم الخدمة بقائمة جهات الإتصال لديكم

  أستعراض تاريخيًا   21/12/2020 احتفالية «الجميلة».. أفراح وأتراح

جريدة الوطن 21 ديسمبر 2020 م - ٩ جمادي الأولى١٤٤٢ هـ

احتفالية «الجميلة».. أفراح وأتراح

أحمد عبد الظاهر
فى الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمى للغة العربية، تنفيذاً لقرار المجلس التنفيذى لمنظمة اليونيسكو فى دورته رقم (190) المنعقدة فى شهر أكتوبر 2012م. وقد تم اختيار هذا اليوم تخليداً لذكرى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (3190) الصادر فى الثامن عشر من ديسمبر 1973م، والقاضى بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة فى الجمعية العامة ولجانها الرئيسية. وحتى نعيد الاعتبار للغة الضاد فى نفوس أبنائها، نرى من المفيد الإشارة إلى بعض العبارات الواردة فى ديباجة القرار، والتى تتضمن إنصافاً للغة الضاد، حيث تؤكد الجمعية العامة على إدراكها: «ما للغة العربية من دور مهم فى حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، وتدرك أيضاً أن اللغة العربية هى لغة تسعة عشر عضواً من أعضاء الأمم المتحدة، وهى لغة عمل مقررة فى وكالات متخصصة فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، وهى كذلك لغة رسمية ولغة عمل فى منظمة الوحدة الأفريقية».

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية 2020م، اختار موقع الأمم المتحدة أحد أبيات الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقى، حيث يعبّر عن جمال اللغة العربية، قائلاً: «إن الذى ملأ اللغات محاسنا.. جعل الجمال وسره فى الضاد». وقد تزامنت احتفالية هذا العام مع إطلاق الأجزاء الثمانية الأولى من «المعجم التاريخى للغة العربية»، فى الخامس من نوفمبر 2020م. وفى هذا الصدد، وأثناء إعداد رسالتى للدكتوراه باللغة الفرنسية فى نهاية القرن الماضى وبداية القرن الحالى، اطلعت على المعجم التاريخى للغة الفرنسية، وتمنيت أن نرى يوماً ما معجماً تاريخياً للغة العربية، وهو المشروع الذى رأى النور أخيراً بفضل الدعم المادى والمعنوى لصاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى. كذلك، تزامنت احتفالية هذا العام مع إطلاق وزارة الهجرة والمصريين بالخارج مبادرة «اتكلم عربى» على تطبيق تيك توك، والتى تحظى برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى. ولا يفوتنا أيضاً أن نشير إلى القانون المصرى رقم (181) لسنة 2020 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم 99 لسنة 1945 بتنظيم الوضع تحت مراقبة البوليس، والذى نص على استبدال لفظَى «الشرطة» و«شرطة» بلفظى «البوليس» و«بوليس» أينما ورد ذكرهما بمسمى ومواد المرسوم بقانون المشار إليه أو غيره من القوانين. ولا شك أن ذلك يعبّر عن حرص المشرّع على استخدام الألفاظ العربية بدلاً عن الألفاظ الأجنبية، ولو كانت مكتوبة بحروف عربية.

ولكن، لا نغالى إذا قلنا بضعف المحتوى العلمى العربى على الشبكة العنكبوتية. كذلك، لا نجافى الحقيقة عند القول بضعف أدوات الترجمة الآلية وبرامج الترجمة الذكية إلى اللغة العربية. ولذلك، وانطلاقاً من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية بأننا «نحتاج لمبادرات أكثر من محاضرات»، أود الإشارة إلى أن ثمة مشروعاً أو مبادرة لا تقل أهمية عن المعجم التاريخى، وتتمثل فى تطوير المحتوى العلمى المنشور باللغة العربية على محرك البحث جوجل، وتطوير الترجمة الآلية إلى اللغة العربية فى تطبيق جوجل للترجمة، وذلك حتى لا يجد الباحث العربى صعوبة فى ترجمة الدراسات والأبحاث المنشورة باللغات الأجنبية على الشبكة العنكبوتية. وللتدليل على أهمية هذه المبادرة، أرى من الملائم أن أشير إلى أن الاستعانة بتطبيق جوجل للترجمة فى الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الفرنسية يحقق نتائج مبهرة من حيث دقة الترجمة، بينما لا يكون الأمر على ذات النحو عند الترجمة من اللغة الإنجليزية أو من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية. فعلى سبيل المثال، وإذا احتاج الباحث القانونى العربى إلى ترجمة عبارة (Insider trading) إلى اللغة العربية، فإن تطبيق جوجل للترجمة سيقوم بترجمتها إلى اللغة العربية بأنها «التداول من الداخل»، وهى ترجمة حرفية لا تعبر عن المعنى الحقيقى للمصطلح الإنجليزى. فى المقابل، إذا قام الباحث بترجمة هذه العبارة إلى اللغة الفرنسية، فستكون النتيجة هى (Délit d’initié)، وترجمتها هى «جريمة إفشاء المعلومات غير المعلنة». ومن ثم، وللوصول إلى زيادة دقة الترجمة الآلية إلى اللغة العربية، نعتقد أن الأمر يحتاج إلى دعم مادى ومعنوى من بعض المؤسسات الرسمية العربية.

ومن ناحية أخرى، استمتعت مؤخراً بقراءة كتاب «أمريكا وثورة 1919.. سراب وعد ويلسون» لمؤلفه الدكتور محمد أبوالغار. ولكن، انتابنى شعور بالأسف عند قراءة مقدمة الكتاب التى كتبها الدكتور أحمد زكريا الشلق، حيث قام سيادته بتغيير رسم اسم الكاتب بحسب موضعه فى الجملة، قائلاً «أبى الغار» إذا جاء مجروراً أو «أبا الغار» إذا جاء منصوباً. والواقع أن الاسم لا يتغير شكله، أياً كان موضعه، وذلك خلافاً لما عليه الحال بالنسبة للقب. والله من وراء القصد..